روائع مختارة | واحة الأسرة | عش الزوجية | مراعاة الأولويات الأسرية

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > عش الزوجية > مراعاة الأولويات الأسرية


  مراعاة الأولويات الأسرية
     عدد مرات المشاهدة: 2477        عدد مرات الإرسال: 0

مما يُمدح به العاقل أن يكون ذكياً في تقديم الأولويات في حياته كلها، ويزداد الأمر أهمية إن كانت حياة المرء مرتبطة بحياة آخرين معه، وهو الأب والأم لإرتباط الأسرة بهما.

لاشك أن هناك في الحياة الأسرية ما هو ضروري وغير الضروري، ومن المستحيل أن تتساوى الأشياء في أهميتها، فهناك المهم العاجل، والمهم غير العاجل.

والأسرة التي تدرك قاعدة الأولويات ستنجح في حياتها، وأما الأسرة التي فرطت في مراعاة هذا الجانب فسوف تكون الخلافات والاضطرابات متواجدة بشكل دائم في محيطها.

أمثلة توضيحية:

1= تربية الأبناء هدف مهم ولكن الوالد إذا كان يعتني بالزيارات والسفر والإرتباطات الخارجية فسوف يفرط كثيراً في تربيته لأبنائه، لأن التربية تتطلب تواجده لإدارة المنهج التربوي الأسري، وكذلك بالنسبة للأم إذا كانت تعشق الخروج للأسواق بشكل دائم وفي كل يوم زيارة إلى صديقة أو مناسبة فسوف تفرط بلا ريب في تربية أولادها وبناتها، والحل هنا هو التوازن بين أهدافنا وتحقيق أولويات أسرتنا.

2= المحافظة على المال الأسري هدف مهم ولكن الزوج إذا بدأ يصرف ماله في شراء غير الضروريات من الأجهزة أو الأطعمة أو كان ممن يصرف جزء من ماله على السفر والنزهة مع الأصدقاء فسيؤثر هذا على الميزانية العائلية وستحدث الخلافات داخل الأسرة بسبب هذا التجاهل للأوليات، وهكذا المرأة إذا كانت تُطالب زوجها بالمال لشراء مالايلزم من الملبوسات أو الكماليات كاللوحات والصور وبعض الأواني فسيكون مآلهم الخلافات التي لا تنتهي.

3= المحافظة على العفاف والإستقامة مطلب أكيد، ولكن إدخال القنوات الفاسدة ستحطم العفاف وسيقع الأولاد والبنات في جحيم الشهوات والإنحراف التدريجي، فأيهما أولى: مشاهدة قنوات الرقص والأفلام الهابطة أم تربية النشء على مشاهدة القنوات المحافظة والهادفة والمباحة؟.

4= من الأوليات مراعاة مواعيد العائلة، وحينما تغفل الزوجة عن موعد لضيوف زوجها ولا تعد العدة لذلك فحينها تبدأ شرارة الخلافات، والزوج حينما يهمل مواعيد المستشفى لزوجته أو مواعيد زيارتها لصديقاتها فمن الطبيعي أن يأتي الحقد في قلبها على زوجها بسبب تفريطه في ذلك، وهكذا الأبناء والبنات في حياتهم أولويات لابد أن يراعوها مع بعض البعض حتى تكون الأسرة في سعادة وهناء.

5= من الأولويات عند الزوج إرتباطه بوالديه أو أحدهما وقضاء حوائجهما وخدمتهما، وهذا يتطلب تنسيقاُ بينه وبين زوجته في كيفية التعامل مع مواعيدهما، وحينما يراعي كل من الزوجين هذا الإتفاق فلن تحدث هناك مشكلة ولكن حينما يبالغ الزوج في زيارة والديه على حساب أسرته ويزعم أن هذا من البر فحينها لابد أن تتوالى الخلافات والأزمات.

6= الزوجة التي تسهر على القنوات ويترتب على سهرها النوم الكثير حتى إن الزوج قد يأتي لمنزله بعد الظهر ليجدها نائمة ومفرطة في منزلها، هل يا ترى راعت هذه الزوجة حق زوجها ومنزله، وهل قدمت الأولويات في حياتها؟ ألم يكن الأولى بها أن تدع السهر جانباً وتنام مبكرة لتقوم بالواجب عليها في مراعاة زوجها وحقوقه.

7= الابن الذي يخرج كثيراً ويهمل دراسته ويسهر مع الشباب والأصدقاء في الترفيه خارج المنزل يعتبر مفرطاً في مبدأ الأولويات، لأن الواجب هو النوم مبكراً وعدم السهر لأن السهر قد يحرمه من الحضور لمدرسته، وبالتالي يغضب الوالدان وقد تفوته بعض المعلومات المهمة في دراسته وقد يغيب عن امتحان مهم بسبب ذلك السهر.

8= وتلك الفتاة التي تعتني بجمالها وملابسها وتهمل مساعدة والدتها، لا شك أنها قد فرطت في مبدأ الأولويات في حياتها، لأن مساعدة الأم في أعمال المنزل أولى من البقاء أمام المرآة لساعات، وقد تكون الأم مريضة، والفتاة مهملة للمنزل، فيغضب الأب عليها وقد يعاقبها بكلمات قاسية، فتتألم مشاعر الفتاة بسبب ذلك، وكان الواجب على الفتاة أن تقدم واجب المنزل على عنايتها بشكلها وملابسها.

9= الأم التي تراعي تربيتها لأبنائها وتهتم بدراستهم وإمتحاناتهم وملابسهم لا شك أنها خير من تلك التي أهملت ذلك بسبب القنوات أو متابعة المكالمات للصديقات أو النظر في الانترنت لمدة ساعات.

10= بعض الرجال يفكر في الزواج من امرأة ثانية لكي يجدد في حياته أو لعل قراره كان ناتجاً عن حماس سريع بسبب إغراء من صديق، مع أن ظروف هذا الرجل لاتساعده على أن يفتح بيت آخر لتسكن فيه زوجة أخرى، ولكنه يقرر ذلك ويتزوج، ويكسر قاعدة الأولويات، ويبدأ في فوضى كبيرة في أموره المالية، ويقع في خلل في إدارة مواعيد الأسرتين، وهكذا تزداد همومه بسبب الإخلال بقاعدة الأولويات في الحياة الأسرية.

وكم من رجل تزوج ثانية بدون ترتيب وتخطيط فندم، وبعد أشهر أو سنوات إذا به يطلقها أو يطلق الأولى بسبب فشل في إدارة الحياة العائلية، ولايفهم من كلامي أني ضد التعدد لا، فهو من الشريعة الربانية والنصوص دعت إليه، ولكني هنا أشير إلى الحذر من إهمال التخطيط لهذا المشروع الأسري.

11= حينما ننظر في إدارة الأزمات فلاشك أن الحلول لها متفاوتة فيجب علينا أن نفكر جيداً في إختيار العلاج الأنفع والأنسب في إدارة هذه الأزمة، فليس إختيار الطلاق مثلاً هو الأولى في علاج أدنى مشكلة عند الزوج، بل الأولى هنا المناصحة والمصارحة، أو إذا تطلب الأمر إخبار أهلها بذلك، ولاشك أن ذلك أفضل من إطلاق كلمة الطلاق التي تهدم البناء الأسري.

وحينما يكتشف الأب أن إبنه يدخن فهنا لا يصح أن يتعجل الأب ويضرب ابنه المراهق أو يطرده من المنزل، بل الأولى هنا المناصحة والإقتراب النفسي منه أو إستشارة بعض المتخصصين في شؤون المراهقين.

والحديث عن قاعدة الأولويات الأسرية يزداد أهمية يوماً بعد يوم بسبب توالي الأحداث من حولنا وظهور المشكلات في كل حين وإختلاف المفاهيم في عالم الأزواج والزوجات.

نسأل الله أن يمنحنا فقهاً دقيقاً في إدارة الأولويات في حياتنا وأن نكون موفقين في قراراتنا صغيرها وكبيرها.

المصدر: موقع الشيخ سلطان العمري.